الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد.
فقبل أشهر عديدة وفي أثناء تجوالي على بعض المواقع عبر شبكة الإنترنت وقع نظري على مقالٍ كتبه (إحسان عايش) بعنوان ( التعليق على كذبة جديدة للحلبي)، فقرأتها وأمعنت النظر فيها، فتألمت لما فيها من طعن وسبٍّ وكذب وافتراء علينا وعلى مشايخنا الكرام .
وقد قام الأخ عمران الربيع بالردِّ عليه، فجزاه الله خيراً، ولينظر.
ومما قال إحسان :وفي هذا المجلس أشياء عليهم وعلى عقيدتهم أتمنى أن تظهر للناس.
فأقول: فسأحقق لك أمنيتك وسأظهرها لإخواننا السلفيين جميعاً وسأدعهم يحكمون بأنفسهم من هو صاحب الكذبة الجديدة ؟ ومن هو صاحب العقيدة الفاسدة ؟ ومن هو المدلس؟ ومن هو اللعوب؟.
فالجلسة كانت في بيتي في عين الباشا يوم الاثنين 9/11/1998ـ 20/رجب/1419هـ وقد سُجلت الجلسة، والشريط موجود، وقد قمت بتفريغه ومراجعته ولله الحمد والمنَّة.
ما سبب هذه الجلسة؟
كان هناك خلاف بين الأخ معاذ الشمري ـ هداه الله ـ وإحسان عايش، لخلافٍ عقدي ومنهجي وشخصي بينهما، فكلَّفنا المشايخُ ـ حفظهم الله ـ الشيخ علي الحلبي والشيخ مشهور والشيخ محمد موسى نصر وسليم الهلالي ـ هداه الله ـ أنا والأخ أبا أشرف الجيزاوي ـ رحمه الله ـ والأخ محمد لافي، لمعرفة ما بينهما من خلاف والوقوف عليه لإعطاء كل ذي حقٍّ حقَّه، تابعنا ذلك للإصلاح بينهما ، فقمنا بزيارتهما للاطلاع على هذا الخلاف القائم بينهما؛ فاستمعنا لهما، واقترحنا أن تكون هناك جلسة خاصة يحضرها المشايخ الكرام ليكونوا حكماً لفضِّ هذا النزاع القائم بينهما، وليقولوا للمحقِّ أنت محقّ، وللمبطل أنت مبطل، فرضيا بذلك.
فعُقدت جلسة في بيتي في عين الباشا يوم الاثنين 9/11/1998،حضرها الشيخ علي الحلبي ـ حفظه الله ـ وسليم الهلالي ـ هداه الله ـ وأنا والأخوة أبو أشرف الجيزاوي ـ رحمه الله ـ ومحمد لافي.
وكان الطرف الأول: الإخوة معاذ الشمري، ونبيل كنعان، وعمران الربيع[ وهما الآن تاركان له!].
ومن الطرف الآخر: الإخوة إحسان عايش، وصهره، ورضوان الجلاد، ومجدي أبو عمر .
دار النقاش بين الإخوة حول بعض الاتهامات الشخصية لكل منهما، ثم بدأ النقاش حول مسائل عقدية يعتقدها إحسان عايش، منها:
1ـ أن تارك عمل الجوارح ـ وهو ما فسَّر به : ( جنس العمل) ـ كافر خارج من الملَّة.
2ـ ويقول: أنَّ العمل شرط صحة في الإيمان.
3ـ يعتقد أنَّ من قال العمل (شرط كمال) في هذه المسألة مرجئ أو عنده إرجاء ـ وضرب المثلَ بـ (الشيخ الألباني ) ـ رحمه الله ـ.
4ـ يزعم أنَّ ابن عثيمين وابن باز ـ رحمهما الله ـ على قوله واعتقاده، ويدلل على ذلك بتكفيرهم تارك الصلاة، ويقول: لو أنَّ العمل عندهم ـ ابن عثيمين وابن باز ـ ليس شرطاً للصِّحة لما كفَّروا بترك الصلاة.
5ـ وهناك أشياء سيأتي ذكرها إن شاء الله ـ تعالى ـ.
دار الحوار بين المشايخ وبينه؛ لينسفوا ما يعتقده من (أنَّ تارك عمل الجوارح أو جنس العمل كافر) .
فأخذوا يُبيِّنون له فساد معتقده وهو أنَّ ـ تارك العمل أو جنس العمل ليس بكافر ـ، بأدلة شرعية، وأن من كفَّر تارك الصلاة من العلماء لم يكفره من جهة أنها مسألة اعتقادية، وإنما من جهة أنها مسألة فقهية، وهذا ما عليه الشيخان ابن عثيمين وابن باز ـ رحمهما الله ـ.
فذكروا له قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
«الإيمان بضع وسبعن شعبة أعلاها لا إله إلا الله ...والحياء شعبة من الإيمان».
قال الشيخ علي:أريد أن أسألك سؤالاً.
إحسان: ما هو السؤال؟ .
الشيخ علي:السؤال؛ يقول ابن القيم: «كما أنَّ للإيمان شعباً فإنَّ للكفر شعباً »،فشعب الإيمان بضع وسبعون شعبة.ما هي الشعب التي إذا زالت من هذه الشعب ( البضع والسبعين)يزول الإيمان كلُّه ويحلُّ بدلاً منه كفر الردَّة؟
هذا السؤال جيد يا شيخ رضوان؟
رضوان: نعم.
لم يجب إحسان عن السؤال؛ وحاد عن الإجابة إلى غيرها فقال مَن القائل؟
هذه أمثلة لشعب الإيمان؛ قولية، اعتقاديه، عملية.
قولية: كقول: لا إله إلا الله.
عملية: إماطة الأذى عن الطريق.
اعتقادية: الحياء
وشعب الإيمان تندرج تحت هذه الثلاث، وهناك مكفرات قولية، ومكفرات اعتقادية، ومكفرات عملية.
قال الشيخ علي:أنا لا أتكلم عن الفعل، أنا أتكلم عن الترك.
وظلَّ إحسان يراوغ دون إجابة.
ثمَّ انكشف لنا وللمشايخ الكرام؛ جهله وقلة علمه وتخبطه في هذه المسائل العقدية، خبط عشواء، وإليك الدليل على ذلك:
1ـ قال سليم الهلالي له:إنك تقول ترك جنس العمل يخرج من الملَّة؛ هل تحصرها في الصلاة أم في غير الصلاة؟
قال إحسان: أحصرها في الانقياد ـ وهو يقصد عمل الظاهر ـ.
فأقول: وهذا الكلام يدل على عدم فقهه وعدم علمه فلا يُقال لمن ترك العمل مجرداً: ترك الانقياد!! لأن الانقياد عمل قلبي كما قال شيخ الإسلام في كتابه «الصّارم المسلول» (3/966):
«وكلام الله : خبر وأمر، فالخبر يستوجب تصديق المخبر، والأمر يستوجب الانقياد له والاستسلام وهو عمل في القلب، جماعه الخضوع والانقياد للأمر وإن لم يفعل المأمور به، فإذا قوبل الخبر بالتّصديق، والأمر بالانقياد، فقد حصل أصل الإيمان في القلب».
وقد أقرَّ الشيخ ابن عثيمين السائل على أنَّ الانقياد عمل قلبي:
* سئل الشيخ رحمه الله عبر الهاتف من قبل إدارة الدعوة بقطر:
«س : شخص قال لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه مصدقاً بقلبه مستسلماً (منقاداً) لكنه لم يعمل بجوارحه خيراً قط مع إمكان العمل هل هو داخل في المشيئة أم كافر ؟
ج : أقول والحمد لله رب العالمين : إذا كان لا يصلي فهو كافر ولو قال لا إله إلا الله . لو كان صادقاً بقول لا إله إلا الله مخلصاً بها والله لن يترك الصلاة ... ».
فهذا إقرار منه ـ رحمه الله ـ أن الانقياد عمل قلبي، لا أنه من عمل الجوارح.
وقد صرح ـ رحمه الله ـ في جواب السائل أن تارك الصلاة كافر ثم صرَّح مرة أخرى في آخر الإجابة بـ :«أما سائر الأعمال إذا تركها الإنسان كان تحت المشيئة».
فلماذا لم تقل بقوله يا إحسان وأنت القائل:
أنا باختصار أنا على عقيدة الشيخ ابن عثيمين في الإيمان!!!
وسيأتي مزيد تفصيل لهذه النقطة .
2ـ قال الشيخ علي: لما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :«الإيمان بضع وسبعون شعبة» هل الصلاة منها؟
قال إحسان: ما ذُكرت.
الشيخ علي: يعني مش منها.
إحسان :قد تشملها.
الشيخ علي: الله أكبر.
ضحك الحضور على ما قاله إحسان، وأنا والله الآن أضحك على ما قاله إحسان!!.
الشيخ علي: كيف تقول هذا الكلام، أعوذ بالله!!! إيش يا إخوان !! إيش يا رضوان!!
إحسان: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منها يا شيخ؟
الشيخ علي: طبعاً منها.
3ـ : زعم أنَّ ابن عثيمين وابن باز ـ رحمهما الله ـ على قوله واعتقاده، ويدلل على ذلك بتكفيرهم تارك الصلاة، ويقول: لو أنَّ العمل عندهم ـ ابن عثيمين وابن باز ـ ليس شرطاً للصِّحة لما كفَّروا بترك الصلاة.
قال إحسان: أنا فهمت عنهم ـ يعني الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين ـ أنهم كفروا تارك الصلاة؛ لأن ترك العمل عندهم مكفر.
قال سليم: هل هذا الكلام سمعته نصاً منهم؟
إحسان: نعم سمعته من الشيخ ابن عثيمين.
سليم: نصاً.
قال إحسان: نصاً.
وأقول: لقد بان وهمه وخطؤه ولا أقول كذبه .
قال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في شريط «مكالمات هاتفية مع مشايخ الدعوة السلفية» : «الصحيح أنه لا كفر في ترك عمل من الأعمال إلا الصلاة».
وقال ـ رحمه الله ـ كما في «الأسئلة القطرية» عمّن سأله : «تارك جنس العمل كافر»، و «تارك آحاد العمل ليس بكافر»؟
فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله : «من قال هذه القاعدة!؟ من قائلها؟! هل قالها محمد رسول الله؟! كلام لا معنى له! نقول : كل من كفره الله ورسوله فهو كافر ،ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر، هذا هو الصواب.
أما جنس العمل، أو نوع العمل، أو آحاد العمل ،فهذا كله طنطنة لا فائدة منها».
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في كتابه «شرح الأربعين النووية» صفحة (337): «ولا حاجة أن نقول ما يدور الآن بين الشباب وطلبة العلم : هل الأعمال من (كمال الإيمان أو من صحة الإيمان)؟
فهذا السؤال لا داعي له، أي إنسان يسألك ويقول : هل الأعمال شرط لكمال الإيمان أو شرط لصحة الإيمان؟
نقول له : الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ أشرف منك وأعلم منك وأحرص منك على الخير، ولم يسألوا الرسول ـ r ـ هذا السؤال، إذاً؛ يسعك ما يسعهم.
إذا دلَّ دليل على أن هذا العمل (يخرج) به الإنسان من الإسلام صار (شرطاً لصحة) الإيمان، وإذا دلَّ دليل على أنه لا يخرج من الإسلام صار شرطاً لكمال الإيمان وانتهى الموضوع، أما أن تحاول الأخذ والرد والنزاع، ثم من خالفك قلت : هذا مرجئ.
ومن وافقك رضيت عنه، وإن زاد قلت : هذا من الخوارج، وهذا غير صحيح.
فلذلك مشورتي للشباب ولطلاب العلم أن يَدَعُوا البحث في هذا الموضوع، وأن نقول : ما جعله الله ـ تعالى ـ ورسوله -- شرطاً لصحة الإيمان وبقائه فهو شرط، وما لا فلا ونحسم الموضوع».هذا أولاً
أما ثانياً: قال إحسان على شبكة الإنترنت
وقوله ـ أي عن الشيخ علي ـ حفظه الله ـ إنني أعد الشيخ ابن عثيمين ( واسطة ) بيني وبين الله من ( قائمة كذباته ) الكثيرة التي يصعب حصرها وتعدادها.
وقد قلتُ له وكان معه صاحب له: إنني أقول بقول إسحاق بن راهويه : جعلت الإمام أحمد حجة بيني وبين الله ، وقد قلت – أنا - : إنني أجعل الشيخ ابن عثيمين في مسائل العقيدة التي وقع فيها اختلاف حجة بيني وبين الله.
ولم تعجبهم هذه الكلمة ، وكان هذا المجلس قبل فتوى اللجنة الدائمة ، وأرادوا أن أقول بقولٍ من عند نفسي ليتوصَّلوا به إلى الطعن فيَّ ! وهم ممن يخشى ( الجهر ) بالطعن في مثل الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله –
وعندما أصررتُ عليها وقلتُ لهم إنه لا ينبغي أن تزعجكم هذه الكلمة وأنتم تزعمون أنَّ الشيخ إمام ؟
وعندما اشتد النقاش اختار هذا ( القائل ) أحدَ الحضور ليكون حكَماً بيني وبينهما ! وكان هذا الحكَم من اختياره هو وكان هو الشيخ ( رضوان ) فقال له هذا القائل : أنت في صدرك كتاب الله – وهو شيخ أولادي وهو من حفظة كتاب الله ومن طلبة العلم – فاحكم بيني وبين أبي طارق
فقال هذا الأخ الشيخ – وفقه الله - : إنني أراها كلمة صحيحة وفي مكانها وهي كلمة سلفية.
فغضب هذا (القائل) وطعن في الشيخِ الحكَم بقوله : ( هذه صوفية ) ! و ( أنت صوفي )فقلتُ له – ساخراً - : وهل يكون سلفيّاً إذا حكم لك ؟؟ أنت رضيتَه حكَما فاقبل حُكمه ، فأبى وظل يكرر الكلمة أكثر من مرة في المجلس نفسه.
فأقول:سأنقل ما قاله إحسان عايش في المجلس، والشريط موجود عندي وقد قمت بتفريغه كما ذكرت في أول الكلام، فمن أراد التثبت فسأسمعه إيَّاه، ليحكم المنصف من هو الكذَّاب من الصادق؟
لما حُوجِجَ إحسان في المجلس بالحجج التي لامناص منها قال ـ هداه الله ـ:
أنا باختصار أنا على عقيدة الشيخ ابن عثيمين في الإيمان.
قال الشيخ علي: وابن باز؟
قال إحسان: ما يقول به الشيخ ابن عثيمين فأنا قائل به ومن يحكم عليَّ فليحكم على ابن عثيمين.
الشيخ علي: لما سئل ابن عثيمين عن مسألة التكفير قال يُراجع بها أهل العلم وذكر الألباني وابن باز.
إحسان: أنتم انقلوا لي كلام الشيخ ابن عثيمين وأنا معتقد به، أنا على عقيدة الشيخ ابن عثيمين أنا مقلِّد.
الشيخ علي: ألم تكن من الشاهدين على الشيخ ابن عثيمين وهو يوزع (شريط) فتنة التكفير للشيخ ناصر في الحرم؟
إحسان: لم أشاهد
الشيخ علي: أنت ما شهدت أما غيرك فبالعشرات.
إحسان للشيخ علي: هل ترضى أن تكون مع الشيخ ابن عثيمين؟
الشيخ علي: أنا أرضى، لو قلنا لك: قولنا قول ابن باز إثبت نثبت إنف ننفي؟
إحسان: أنا مع الشيخ ابن عثيمين.
الشيخ علي: ونحن مع الشيخ الألباني، أترضى؟
إحسان: أرضى!!!
الشيخ علي: يا أخي هذه صارت أشعرية.
إحسان: لماذا؟
الشيخ علي:هذه صارت رجال، ليست دين وعقيدة.
إحسان: هل العقيدة فيها تقليد؟
الشيخ علي:ما هو رأيك أنت؟
إحسان: أنا أرى فيها تقليد، أنا مع شيخي ابن عثيمين مثل ما قال إسحق بن راهويه: جعلت أحمد بيني وبين الله، أنا جعلت ابن عثيمين بيني وبين الله .
الشيخ علي: إنشاؤك التفريق بين المشايخ هذا وحده خلل، وما الفرق بينك وبين من قلَّد أبا حنيفة؟
إحسان: لا يوجد فرق، لماذا جعلت تقليد ابن عثيمين خطأ؟ أو تقليدي للشيخ ابن عثيمين خطأ؟
الشيخ علي: لا؛ أنا أقول التفريق بين المشايخ خطأ.
إحسان: هب أنه تفريق؛ أنا مع الشيخ ابن عثيمين.
الشيخ علي: والشيخ ابن باز؟
إحسان: أنا مع الشيخ ابن عثيمين.
الشيخ علي:أنت داعية، وأخ، وطالب علم، وندلُّ الناس عليك، وتقول:أنا جاهل ولا أعرف؛ أنا مقلد!!!
الشيخ علي:إحكي يا رضوان، إحكي يا رضوان، إذا صارت (صوفي ما يُنكر ولا يُوفي)، نحن سنقول السلام عليكم، فهذه حزبية جديدة!!
أبو أشرف الجيزاوي: لا أرضاها لك يا إحسان هذه حيدة.
الشيخ علي: يا رضوان بدك تتقي الله، أنت في صدرك قرآن، أحكم بالعدل، وإلَّا والله ليس أبو طارق خصمي أنت خصمي.
رضوان: في مثل هذه المسألة قال: أنا أقلد الشيخ ابن عثيمين لاعتقاده أنَّ الناس يعتقدون أنَّ الشيخ ابن عثيمين على عقيدة سليمة، فهذا الذي نعتقده، فالشيخ ـ أبو طارق ـ يقلده.
سليم الهلالي: والألباني هل على عقيدة فاسدة؟
بعض الحضور: من قال هذا؟
سليم: إذا كنت تعتقد أن الألباني على عقيدة صحيحة لماذا فرَّقت بينهما؟
إذن: يستفاد من خلال هذا الحوار الذي دار بينهما ما يلي:
1ـ أنّ إحسان قال: أنا جعلت ابن عثيمين بيني وبين الله .
2ـ أنكر الشيخان عليك أمرين اثنين هما:
أ ـ أنك مقلد في العقيدة!!
ب ـ تفريقك بين المشايخ وكأن الشيخين ابن باز والألباني على عقيدة والشيخ ابن عثيمين على عقيدة أخرى!!
إذن: من خلال ذلك فأي كلمة لم تعجبهم؛ قولك: أنا جعلت ابن عثيمين بيني وبين الله؟أم التقليد الأعمى وتفريقك بين المشايخ؟
فدلَّست على الناس أن الذي لم يعجبهم هو قولك:أنا مع شيخي ابن عثيمين مثل ما قال إسحق بن راهويه: جعلت أحمد بيني وبين الله، أنا جعلت ابن عثيمين بيني وبين الله .
حتى لم تحسن نقل عبارة إسحاق ابن راهويه، فقد قال ـ رحمه الله ـ « أحمد حجه بين الله وبين عبيده في أرضه». أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» ومن طريقه ابن الجوزي في «مناقب الإمام أحمد» (ص 156 ).
3ـ طلب الشيخ علي من الأخ رضوان أن يكون حكماً في مرتين هما:
المرة الأولى: هل يجوز التقليد في العقيدة أم لا؟
فقال رضوان: في مثل هذه المسألة قال أنا أقلد الشيخ ابن عثيمين لاعتقاده أنَّ الناس يعتقدون أنَّ الشيخ ابن عثيمين على عقيدة سليمة، فهذا الذي نعتقده، فالشيخ ـ أبو طارق ـ يقلده.
قال معاذ: هذا يا شيخ سلفي الذي يقلد في العقيدة؟
قال إحسان: أريد أن أقلد إبليس أو هواي!!!
أقول: أعجب كل العجب من هذا القول: (أريد أن أقلد إبليس أو هواي!!!) فهل يصدر هذا من طالب علم!! أو حتى من مقلد!!
ولاحظوا أن الشيخ ما قال للأخ رضوان: أنت صوفي !!! وهذا تدليس وتلبيس آخر.
وأقول:هل تعرف ماذا قال الشيخ ابن عثيمين في التقليد؟
قال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
«وقد ذكر ابن عبد البر رحمه الله إجماع العلماء على أن المقلد لا يعد من العلماء؛ لأن المقلد ليس إلا نسخة كتاب من مذهب من يقلده؛ وليس من العلماء في شيء؛ ولهذا أرى أن التقليد لا يجوز إلا عند الضرورة؛ وقد شبه شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله التقليد بأكل الميتة، يجوز عند الضرورة وأما مع القدرة على الدليل فإن التقليد لا يجوز وهذا مفهوم من قوله تعالى (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ». فتاوى نور على الدرب ـ أصول الفقه ـ.
وقال ـ رحمه الله ـ:
«ولا ريب أن من أنكر أن الله في السماء فهو مكذب بالقرآن والسنة وإجماع السلف، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يتدبر دلالة الكتاب والسنة على وجه مجرد عن الهوى، ومجرد عن التقليد، حتى يتبين له الحق، ويعرف أن الله عز وجل أعظم وأجل من أن يحيط به شيء من مخلوقاته». فتاوى نور على الدرب ـ الأسماء والصفات ـ
وقال ـ رحمه الله ـ:
فنرجو من الأخ السامع للجواب، الأول أن يرد إليه هذا الجواب حتى يتبين له الحق، بأن يجرد نفسه قبل كل شيء من التقليد، حتى يكون قلبه سليماً على الفطرة التي فطر الله الناس عليها». فتاوى نور على الدرب ـ الأسماء والصفات ـ
والمرة الثانية التي حكم فيها الأخ رضوان حينما قلت يا إحسان:
أنا لم أعرف العقيدة إلا من الشيخ ابن عثيمين، إذا في خلاف بين الألباني وابن عثيمين
أنا مع ابن عثيمين.
فقال الشيخ علي: هذه على رأي( حادي بادي صلى النبي على هذه)!! هذه سلفية؟
أجبني يقول للأخ رضوان، يا أخي أجبني هل هذه سلفية ، أنطق، يا رجل أنطق أنطق هل هذه سلفية.
فقال رضوان: أقول إنها سلفية
فقال الشيخ علي: أنه إذا اختلف الألباني وابن عثيمين، أنا أريد ابن عثيمين؟!!
هذه على رأي( حادي بادي صلى النبي على هذه)!! وأين الدليل والبرهان؟
ـ وأيضاً ـ في هذه المرة لم يقل الشيخ علي للأخ رضوان أنت صوفي أو (هذه صوفية).ولم يكررها الشيخ علي أبداً؛ ولكن قالها الشيخ علي في آخر النقاش حينما قال سليم الهلالي لإحسان: أنت لا تعتبر النقول التي ينقلها لك (الشيخ علي) عن ابن عثيمين.
إحسان: (إيش بنقل) عن ابن عثيمين؟
قال الشيخ علي: يكفيك أنه لما سُئل ( الشيخ ابن عثيمين) عن مسألة التكفير، قال:
هذه يُراجع بها كبار العلماء مثل ابن تيمية وابن القيم وابن إبراهيم والألباني وابن باز.
فقال الشيخ علي: يا رضوان أنت سلفي أم صوفي؟
وأقول: قال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
«ولست بذلك أدعو إلى التقليد، ولكني أدعو إلى أن يكون للإنسان طريقٌ معين يصل إلى الفقه منه، ولا يجعل العمدة كلام العلماء، بل العمدة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وهذا لا يضر أن أتفقه مثلاً على مذهب الإمام أحمد بن حنبل وعلى قواعد هذا المذهب ،وإذا تبين لي الصواب ،في مذهبٍ آخر أخذت بالصواب كما هي طريق شيخ الإسلام ابن تيمية، وطريق الشيخ محمد بن عبد الوهاب ،وغيرهما من العلماء المحققين البارزين ». نور على الدرب ـ كتاب العلم ـ فضله وآدابه ـ.
أما المسألة الأخيرة التي أختم بها فهي:
اتهامه للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بالإرجاء أو بموافقته المرجئة في مسألة العمل، وهذا الاتهام إلى الآن، وحتى بعد معرفة تزكية الشيخ ابن عثيمين وابن باز ـ رحمهما الله ـ في أخيهما الشيخ الألباني، فإذا كان قولك: أنا جعلت ابن عثيمين بيني وبين الله ، فلماذا تتهمه إلى الآن بموافقته للمرجئة؟ أو عنده إرجاء؟!!!!
وقد بين شيخنا الهمام الشيخ علي الحلبي في أكثر من مصنف ردَّ هذه الفرية العظيمة، عن شيخنا المحدث العلامة الشيخ الألباني، ويكفينا قول الشيخ ابن عثيمين وابن باز في تزكية أخيهما الشيخ الألباني .
سئل الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في مجلة «منابر الهدى» (2/23ـ24) عن الإمام الألباني ما نصّه :
«يقول البعض: إنّ الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ قوله في مسائل الإيمان قول المرجئة، فما قول فضيلتكم في هذا؟!
فكان جواب فضيلته ما نصّه :
«الألباني ـ رحمه الله ـ عالم محدّث فقيه ـ وإنْ كان محدثاً أقوى منه فقيهاً ـ، ولا أعلم له كلاماً يدّل على الإرجاء ـ أبداً ـ.
وأنا أشهد للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بالاستقامة، وسلامة المعتقد، وحسن القصد؛ ولكن مع ذلك لا نقول : إنّه لا يخطئ؛ لأنّه لا أحد معصوم إلا الرسول ـ عليه الصلاة والسلام... من رمى الشيخ الألباني بالإرجاء؛ فقد أخطأ؛ إمّا أنه لا يعرف الألباني، وإما أنّه لا يعرف الإرجاء!!
الألباني رجل من أهل السنة ـ رحمه الله ـ، مدافع عنها، إمام في الحديث، لا نعلم له أحداً يباريه في عصرنا... الرجل ـ رحمه الله ـ نعرفه من كتبه، وأعرفه بمجالسته ـ أحياناً ـ : سلفيّ العقيدة، سليم المنهج؛ لكنّ بعض النّاس يريد أنْ يكفر عباد الله بما لم يكفرهم الله به، ثمّ يدعي أنّ من خالفه في هذا التكفير فهو مرجئ ـ كذباً وزوراً وبهتاناً ـ؛ لذلك لا تسمع لهذا القول من أيّ إنسان صدر».
ثم قال ـ رحمه الله ـ: «هذا ما ندين الله به، ونشهده على محبته».
ثم قال للسائل : «أرجو منك ـ أنت أيضاً ـ أنْ تنشر هذه الفتوى».
و سئل الإمام ابن باز ـ رحمه الله ـ كما في «لقاء البصائر» عن أخيه الألباني ـ رحمه الله ـ ما نصه :
«يثير بعضهم شبهات حول عقيدة العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني –حفظه الله–، وينسبونه إلى بعض الفرق الضالة ـ (كالمرجئة) ـ؛ فما نصيحتكم لأؤلئك؟!
فأجاب ـ رحمه الله ـ : «الشيخ ناصر الدين الألباني من إخواننا المعروفين المحدثين ـ من أهل السنة والجماعة ـ؛ نسأل الله لنا وله التوفيق والإعانة على كل خير.
والواجب على كُلّ مسلمٍ أنْ يتقي الله، وأنْ يراقب الله في العلماء، وأنْ لا يتكلم إلا عن بصيرة».
وقد انتهى المجلس بالحكم على عقيدة إحسان بأنها إن لم تكن تكفيراً فهي باب للتكفير.
قال سليم الهلالي: أسـأل أبا الحارث؛ أبو الحارث ما هي عقيدتهم هذه التي يقولون بها؟
الشيخ علي: والله إن لم تكن عقيدة التكفير فهي باب للتكفير.
ومع ذلك؛ فقد قال لشيخنا علي الحلبي وأنا أسمع ـ والله يشهد على ذلك ـ في آخر المجلس:
أنا لا أكفر تارك الصلاة، ولا أكفر الحكام الذين يحكمون بغير الشرع.
فقال لي شيخنا علي الحلبي: أكتب يا أبا صهيب.
ثم نادى الشيخ علي سليم الهلالي، وقال لإحسان أعد عليه ما قلت.
فقال إحسان: أنا لا أكفر تارك الصلاة، ولا أكفر الحكام الذين يحكمون بغير الشرع.
فالرجل لعووووووووووووووب!!!
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وكتب
أبو صهيب محمد بن أحمد المنشاوي
في عين الباشا الثاني من ربيع الأول عام 1430هـ
الموافق ا لسابع والعشرين من شباط عام2009م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق